@@الــتـّــواضـُـع والــوَقـــارْ @@

؛

@@الــتـّــواضـُـع والــوَقـــارْ @@ 006

,
يبدو المؤمن مميزا َ في كل شيء في أقواله وأفــعاله , بيعه وشرائه ,
فـــي صمته وكلامه , بل في هيئته وهو يمــشي في طريقه , فمن سمــات
المؤمنـين الخاشعين : التواضع والوقار والسكينة , فالـمؤمن لا يمشي مختالا
متكبـــرا متعاليا على الآخرين ,بل يكون متواضــــعا , ولكن من غـــير ضعف
أو ريــاء .وصـــف القرآن الكــريم عـــباد الرحمن , قال تعالى فـــي الآية (63)
مــن ســــــــورة الــفرقــان : ( وعباد الرحــمن الذين يمشون في الأرض هـــونا
وإذا خاطــبهم الجاهلون قـــالـوا سلاما ) عباد الــــرحمن يمشون في الأرض هونا ,
أي : بسكينة ووقار , من غير تجـــبر ولا استكبار . وقال تعالى في الآية : ( 18 )
من سورة لقمان : ( ولا تصـــعر خدك للناس ولا تمــــش في الأرض مرحــا إن الله
لا يحب كل مختال فخور ) ومعنى لا تصـــعر خدك للناس , اي : لاتـمل خدك عنـهم
تكبرا , ولا تمش ِفي الأرض مرحا أي خيلاء . هذه صفات المؤمن في هيئته ومشيته ,
ليس معنى ذلك أن يمشي ضعيفا َ , تبدو عليه علامات الذل والهوان , بل يمشي قويــا
عزيزا من غير كبر ولا خيلاء , فقد رأى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنــه
, شابا َ يمشي ببطء متظاهرا بالضعف , فسأله قائتلا : أمريض أنت ؟ قال :لا يا أمـير
المؤمنين , فضربه بالدرة وأمره أن يمشي بقوة . فالمراد في الآية : السكـــينة والـوقار
, كمـــــا قال رسول الله صـــلى الله عليه وســـــلم : ( إذا أتيتم الصـــــلاة فلا تأتواها
وأنتم تسعون , وأتوها وعليكم السكينة , فما أدركـتم منـــها فصلوا , وما فاتــــــــــكــم
فأتـــموا ) . والمــؤمـــن لا يتكـــــلف هذه المشية , ولكن الطاعة والعبادة والخشية
من الله تصـــــوغ نفســـه , وتصـــبغ أقواله وأفـعاله , فيبدو متمــــيزا
في كل شــــيء حتــــــى فــي مشـــــــيته .

,
@@الــتـّــواضـُـع والــوَقـــارْ @@ 004

@@الــتـّــواضـُـع والــوَقـــارْ @@ 004

,

؛

خليـــل الــحـــداد